الجمعة، 24 يوليو 2009

مثل من حضارتنا

في ولاية كولومبيا، قصد زنجي وأمه محلا لإصلاح جهاز الراديو وبعد أن دفعا الأجرة المطلوبة تبين لهما بأن الجهاز لايزال على حاله لم يصلح فيه شيء، فقالت الأم الزنجية: ثلاثة عشر دولار والراديو لايزال أخرس؟
فأمر صاحب المحل بطردهما، ورفس أحد المستخدمين الأم برجله فخرت على وجهها، فغضب الزنجي لأمه وضرب المعتدي عليها فأهوى به إلى الأرض، فما كان من جاره إلا أن صرخ في الجماهير، اقتلوا ابن الفاعلة! وتجمهرت الجماهير وأخذت تنادي: فلنقتص منهما! والاقتصاص من الزنوج عند الأمريكان فصل رؤوسهم عن أجسادهم فورا بدون محاكمة! وأخيرا أنقذا من بين أيدي الجماهير وسيقا إلى سجن، فلم يرض الجمهور ذلك بل هرعوا إلى حي الزنوج ليقتصوا من الزنجية وولدها، وحاصرت الشرطة الحي المنكود، وطورد الزنوج المساكين في بيوتهم ومحلاتهم فنهبت وأحرقت وأطلق الرصاص على أولئك المساكين فوقع كثير بين قتيل وجريح.. هذا كله لأن زنجية شكت إلى صاحب محل أنها دفعت أجرة إصلاح الراديو من غير أن تستفيد شيئا، وهذا مثَل من حضارتهم!
وفي عام 100 من الهجرة، أي منذ ثلاثة عشر قرنا، شكت جارية سوداء تسمى فرتونة إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بأن لها حائطا قصيرا يقتحم منه عليها فيسرق دجاجها، فأرسل عمر فورا إليها يخبرها أنه أرسل إلى والي مصر يطلب إليه أن يصلح لها حائطها ويحصّن لها بيتها، وكتب إلى واليه في مصر أيوب بن شرحبيل، أن فرتونة مولاة ذي أصبح قد كتبت إليّ تذكر قصر حائطها وأنه يسرق دجاجها وتسأل تحصينه لها، فإذا جاءك كتابي هذا فاركب أنت بنفسك إليه حتى تحصنه لها! فلما وصله الكتاب ركب بنفسه إلى الجيزة ليسأل عن فرتونة حتى عثر على محلها فإذا هي سوداء، مسكينة، فأعلمها بما كتب به أمير المؤمنين وحصّن لها بيتها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق